البديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه
قصيدتي الثانية في الفخر "الأولى لم أنشرها" والتي ألفتها لأتعزى بأبياتها
في بعض المواقف، وكذلك جعلتها كمنهج لي في الحياة أو هو جانب من منهجي في
الحياة، ومن عادتي إذا قلت شعرا التزمت به، فقلت هذه كي لا يكون لي محيص عن
الالتزام به، وهي من أروع قصائدي إلى الآن "إن لم تكن أروعها" سيما وأنها
آخر قصيدة ألفتها إلى الآن، ولا يغرنكم شكل العنوان، إذ يوحي بأنه لقصيدة
حداثية، ولكني مشيت فيها على النمط القديم، سواء في الأسلوب أو الكلمات أو
المعاني، مع إضفاء لمسة من شخصيتي الخاصة عليها، لا أطيل عليكم، أدعكم مع
القصيدة:

ياء المتكلم

يجاذبني دهري ليبخس ذاتيا

فتأبى عليهِ رحمة من إلهيا 

حباني بها فضلا عَلَيَّ ومِنَّةً

نذرت له عيشي إذا ومماتيا 

أنادي: ألا قوموا لدين إلهكم

بشعري ونثري صارخا متفانيا 

وأبصر أقواما يُجَرُّون للردى

بعُشْر فعالي ثم لست مباليا 

وكم ناصح قد جاء نحوي يلومني

شفيقا يحاول أن يقلل ما بيا 

يُخَوِّفُني: لا زلت في بادئ الصبا

ففكر بعقل وابغ في الطُّرق ثانيا 

فقلت دعوني قد سئمت معيشتي

بِذُلٍّ ودين الله يُهْمَل عانيا 

ولست جزوعا من ممات بعزة

وآنف أن أبقى ذليلا حياتيا 

ولي عزة في النفس إن شاءت البقا

ولو عُدِمَت فالموت أحجى بحاليا 

عفيف عن الإلحاح في سؤل حاجتي

ولست براضٍ أن أذِلَّ سؤاليا 

إذا المرء أعطاني شكرت صنيعه

وإن منع الإعطاء لم أك باغيا 

إذا المرء في يوم تملل صحبتي

تمللت منه الدهرَ ما عشت باقيا 

عَلِيٌّ عن القول الدنيء تَرَفُّعا

سوى الحق لا أُلفى لدى الحق خاشيا 

وإن جار ذو لؤم عليَّ بطبعه

حَلُمْتُ عليهِ إن تلك طباعيا 

وإن شاتم الأحرار أو عاب أمرهم

أثرت عليهِ منطقي وفعاليا 

ورُبَّ فتىً قد غره سُخف منطقي

بلبسي البلاهة برهة بكلاميا 

سيعلم حين الدهر يطبق فكه

وتظهر أطباع الرجال كما هيا 

بأني صبور ثابت في مواقفي

وأنِّيَ بين الناس يُعلى مكانيا 

وأنيَ مقدام إذا فر جحفل

وقد بلغت روح الجيوش التراقيا 

وأنيَ في دين المهيمن غضبتي

ولا أعتدي إلا على من بدانيا 

أمهله الثنتين حلما وصابر

فإن زاد أخرى صرت كالليث عاديا 

وراءٍ رآني غره شكل صورتي

وحِدْثان سني فاجترا وازدرانيا 

فأعلمته مما تكوَّن معدني

وأيَّ قماش منه حيكت ثيابيا 

ولي طابع في الناس جَلد وراسخ

فلست ترى إلا ليَ الحقَّ حانيا 

فلا تغترر بالنِّحْل مني فإنه

حبا الله ذاك السم تلك الأفاعيا 

أنا السيف فاضرب بي إذا كنتَ صاحبي

وحاذر نصالي إن تكن لي معاديا 

أنا الماء فاشربنه إذا كان باردا

وإلا فلا تقربه إن كان حاميا 

أنا السيل فانعم بي إذا كنت صَيِّبًا

أو ابعد إذا قد جئتُ طوفانَ عاتيا 

أنا الطائر البازيُّ أطعم صاحبي

وأصطاد ما ألقاه للأكل باديا 

ولستُ بذي قلب شفيف ومرهف

تقطعه سلمى وتسبيه ساميا 

ولكنَّ لي قلبا كجلمود صخرة

وليس يهاب العاصفات العواتيا 

ولمَّا يلن يوما بغير إشارتي

فلست تراني طرفة العين باكيا 

ولا الحَرُّ يرديني ولا البرد قاتلي

وليس ربيعٌ آسرٌ لِـلـُبابيا 

ولي همة تجترني لمنازل

يلقبها جل الأنام الأمانيا 

سأجتاحها ما دام ربي مناصري

ولستُ بممنوع بغير مماتيا 

لسوف يُرى القرآن قانون حكمنا

وراية "إلا اللهُ" تخفق عاليا 

تمت بحمد الله