المشاغب الصغير.. كيف تروّضينه؟

الكثير
من تصرفات الطفل قد يكون هدفها لفت انتباه الوالدين اليه، خاصة إذا شعر
بعدم الأمان وبفقدان الحب والاهتمام. وأفضل وسيلة للتعامل معه هي الاستماع
اليه لمعرفة سبب تصرفه المشاكس، فالحوار في معظم الحالات أجدى نفعا من
العقاب.

إنه مشهد شائع في كثير من بيوتنا: طفل مشاغب وأم تصرخ طوال
الوقت، فالطفل المشاغب بمنزلة صداع دائم في رأس كل أم، يُحدث المشكلات
والضوضاء ويسيء التصرف ولا يطيع الأوامر، هذا المشاغب الصغير الذي لا يمكن
السيطرة عليه بسهولة يصيب الأم بالإرهاق والإحباط.
السطور التالية تساعدك على ترويض جموحه.

لا تخضعي للاستفزاز
الكثير
من تصرفات الطفل المشاغب تثير الغضب والجنون، لكن الغضب ليس حلا فلن يصلح
سلوكه وإنما قد يجعله يتمادى، فشغبه في الكثير من الأحيان مجرد رسالة للفت
الانتباه، وعندما تخضعين لاستفزازه ويستبد بك الغضب، يمكن أن تستخدمي طرقا
سيئة للتعامل معه.
الصراخ والتهديد بعقوبات غير واقعية والضرب والإهانة،
أو الخضوع لما يطلبه، كلها طرق لن تجدي نفعا، وقد تكون بمنزلة رسالة سيئة
للطفل بأن يكرر سلوكه المشاغب في المرة القادمة.
أفضل طريقة للتعامل مع
سلوكيات الطفل المشاغب التحلي بالهدوء وكظم الغيظ، فهذا يعطيك مجالا أوسع
للتفكير وكيفية التوصل إلى الطريقة السليمة للتعامل معه.
فتشي عن السبب
البحث
عن السبب وراء تصرفاته أول الطرق لترويض الطفل المشاغب. كقاعدة عامة يلجأ
غالبية الأطفال إلى التصرف بطريقة سيئة مثل التمرد على الأوامر والمماطلة
في تنفيذ ما يطلب منهم وإحداث الجلبة والإزعاج كوسيلة للتعبير عن شيء ما
يدور بداخلهم.
فالطفل قد يمارس الشغب لأنه يشعر بعدم الأمان أو
بالإحباط من عدم تلبية مطالبه، أو ربما بسبب شعوره بعدم الاهتمام من الأب
والأم وانشغالهما عنه طوال الوقت، وقد يكون السبب وراء ذلك حاجته لان يشعر
بحب وحنان والديه.
فهم الدوافع والأسباب التي تجعله مشاغبا بداية
الطريق لإصلاح سلوكه بطريقة تربوية هادئة، الكتب ومواقع الإنترنت واستشارة
المتخصصين تساعدك على هذا الفهم بشكل أفضل.

أعطي تفسيرا دقيقا لأوامرك
كل
أم تضع لأطفالها مجموعة من القواعد والحدود، الطفل المشاغب يتمرد عادة
عليها، وفي بعض الأحيان تكون تصرفاته مجرد رد فعل يعكس تمرده على قواعد
وأوامر الأم غير المنطقية، أو تلك التي لا يجد عقله الصغير تفسيرا لها. من
الضروري أن تكون القواعد والحدود بسيطة بحيث تلائم عمره، وتكون واضحة لا
تحتمل اللبس بحيث لا يصاب بالتشويش.
يجب أن تشرحي لطفلك ماذا تعني هذه
القواعد والحدود التي تضعينها، ليعرف ما الذي يجب أن يفعله وما لا يجوز
فعله. على سبيل المثال عندما تأمريه بالنوم مبكرا اشرحي له أن النوم مبكرا
يعني أن يستيقظ مبكرا ويذهب نشيطا إلى المدرسة.
تذكري أن يكون هذا الشرح
بسيطا ويقدم تفسيرات مقنعة للطفل، لأنه عندما يقتنع سيتعاون معك وينفذ
أوامرك بصدر رحب والعكس صحيح، فإلقاء الأوامر على مسامعه كل لحظة دون تفسير
مقنع يجعله يتمرد عليها.

ابحثي عن بدائل لسلوكه السيئ
الكثير من
الأطفال المشاغبين يتسمون بالعناد، ما يحدث أن الأم ما إن يرتكب طفلها
المشاغب سلوكا سيئا حتى تصب جام غضبها عليه وتبدأ في تعداد كل الأشياء
السيئة التي فعلها. هذا النقد الغضب والجارح أحيانا من الأم لسلوكيات
المشاغب الصغير يمكن أن يزيد الأمر سوءا، وبدلا من تصحيح سلوكه يتمادى في
مشاغبته.
دائما أبحثي عن الأشياء الجيدة التي يفعلها وأثني عليها واطلبي
منه أن يداوم على فعلها، هنا سيحاول أن يصحح سلوكه السيئ إلى الجهة
المعاكسة.

فرغي طاقته في الأنشطة
المشاغب عادة طفل ذكي ويتمتع
بطاقة كبيرة، وفي أحيانا كثيرة لا تكون سلوكياته المشاغبة إلا لتفريغ هذه
الطاقة. عندما يخلو يومه من أي نشاط يفرغ فيه طاقته فإنه يلجأ إلى الشغب
ومضايقة أشقائه والتصرفات التخريبية.
إشراك هذا الطفل المشاغب في أنشطة
فنية ورياضية فكرة مثالية، ستبدد طاقته في ممارسة هذه الأنشطة المفيدة
وسيتعود من خلال ممارستها على الانضباط، والأهم أنها لن تترك له أي وقت
فراغ ليمارس فيه سلوكه الجامح.

مهلة قبل تنفيذ التهديد
رغم أن
غالبية المتخصصين يؤكدون أن العقاب وسيلة غير فعالة فإن غالبية الأمهات
يلجأن إليه. في بعض الأحيان ينبغي تدريب الطفل على أن السلوك السيئ مرفوض،
وهنا لا ينبغي أن يكون تهديد الطفل المشاغب بالعقاب في كل لحظة وعلى كل
تصرف، كثرة التهديدات تحولها إلى وسيلة عديمة الجدوى كما أنها قد تحفز
الطفل على التمرد أكثر من ذي قبل.
ينبغي أن يكون التهديد محدودا وأن
تسبقه مهلة تمنح الطفل الفرصة لإصلاح ما أفسده، وإن قمت بتهديده فيجب أن
يعرف أنك تعنين الأمر فعلا، على سبيل المثال قولي له «أمامك 5 دقائق لترتيب
غرفتك وإلا فلن تشاهد فيلم الرسوم المتحركة في التلفزيون». عندما يرفض
ترتيب غرفته وتسمحين له بمشاهدة التلفزيون، فهذه رسالة بأنك لا تعنين ما
تقولين، وان تهديداتك جوفاء وفي المرة القادمة لن يأخذها على محمل الجد.

جربي نظام الحوافز والمكافآت
الأطفال
المشاغبون يميلون عادة إلى عصيان الأوامر والقواعد، يتكاسلون في أداء
واجباتهم المدرسية، ويرفضون في كثير من الأحيان المساعدة في الأعمال
المنزلية. استخدام الآباء للعنف والعقاب لترويضهم قد لا يفلح، خاصة إن كان
الطفل صعب المراس.
الطريقة الأفضل والأكثر فعالية للتعامل مع هؤلاء
الأطفال المشاغبين هي تقديم الحوافز والمكافآت التي تعطيهم حافزا للتصرف
بشكل صحيح. إنها أداة مثالية تعزز السلوك الإيجابي لدى طفلك بدلا من عقابه،
وهي بمنزلة رسالة قوية له: «عندما تُحسن التصرف فهناك مكافأة تنتظرك» كما
إنها تحسن تدريجيا من سلوكه الجامح وتسمح لك بمراقبة مدى التقدم الذي
يحرزه.
إليك فكرة بسيطة: صممي جدولا واكتبي اسم طفلك بخط بارز في أعلاه
على أن يضم أيام الأسبوع وأمام كل يوم خانة مخصصة لمنحه مجموعة من النقاط
إن أحسن التصرف وتعاون معك، وكان منضبطا في تنفيذ أوامرك، وحددي له عددا
إجماليا من النقاط يستطيع استبداله منك أسبوعيا أو شهريا، إما بمبلغ من
المال أو أن بشراء ما يحتاج إليه من ألعاب وأدوات كمكافأة على تغيير سلوكه
الجامح.