ثمار خيانة...!

موضوع: ثمار خيانة...! الإثنين سبتمبر 13, 2010 7:27 pm

جلس في نفس المكان يحتسي قهوته التي ألِفته و ألِفها..سيجارته بيده اليسرى
و فنجانه بيمناه..كلما مرت دقيقة الا وجعلته يندم على ما اقترفه من ذنب في
حق حبيبيته التي كان يعشقها حتى الصبابة..كانت كل شيء بالنسبة اليه..لكنه
و بسذاجة ضاعت من بين يديه حين اكتشفت خيانته لها..ندم و طلب العفو لكنها
لم تكن لتعاود الوصال مع من جرحها في كرامتها و خدش قلبها بكل وحشية.. لا
زال يتذكر آخر لقاء معها و آخر حوار دار بينهما:
" أرجوك وفاء اعطني
فرصة أخيرة لأبرهن عن مدى صدقي و........." قبل ان يكمل تجاوبه و صوتها
يحمل مقام الصبا و عيناها تذرف دموعا ربما آخها بعد لم يتبقى لها منهم ـ
الدموع ـ شيء :
" الصدق ؟؟! من يراك تتكلم عن الصدق يظن أنك....." تصمت لبرهة قبل أن تستطرد و هي مركزة نظرها على الارض:
"
لقد قتلتني يا عمر..ذبحتني..لم تترك لي فرصة أن أكون لك..لم تترك أحلامنا
تتحقق و لا حتى جزءٌ منها..مستحيل أن يرجع قلبي الى سابق عهده..لقد مات
وفيه حب عمر الذي كنت أهوى..أما أنت فشَبحُه فقط..عمر مات ..لقد
مات" اقترب منها و حاول ان يمسك يدها ..لكنها رجعت بخطوة الى
الوراء قبل ان تتكلم بحزم و قوة غير معهودة :
" حسبك..ارجع وراءك..لا
تلمسني. مستحيل ان تلمسني بعد اليوم..لا بل لن تراني بعد اليوم أبدًا !
" فاستدارت بسرعة و همّت بالانصراف وبقي صديقنا متسمرا في مكانه قبل
أن يحاول المشي على خطاها لكنه لم يستطع فعاد خائبا من حيث أتى و الدموع
تملأ قلبه لا عينه....
هذا المشهد لم يُمحى من ذاكرته ابداً..و كلما
تذكره الا و ينتابه شعور بالوحدة و الكآبة و تظلم الدنيا من حوله..لم يجد
في محنته هاته سوى صديقه المقرب أحمد الذي كان يأتيه بأخبارها تارة
تارة...فجأة وجده أمامه فاستبشر وجهه لأنه وجد المرسول بين يديه و هو
الوحيد الذي يمكنه أن يخبره بمستجدات وفاء..لكن هاته المرة الأمور
تختلف..قبل أن يسلم عليه حتى.... لاحظ الابتسامة غائبة عن وجهه..و هو الذي
كانت لا تفارق شفتيه.. فأحس أن هناك خبرا صادما أو شيء من هذا
القبيل..فقفز نحوه قبل يأتيه و يجلس رفقته...و أمسك بمرفقيه و صرخ في و
جهه بقوة :
" ماذا جرى لوفاء ؟؟! " فرسم على وجهه حركة تشبه الابتسامة..و قال :
" وفاء ؟ انا لم ارها و لم تاتني اخبار عنها " والتردد يصاحب كلامه ..قبل ان يصرخ عمرمرة ثانية و يخاطبه بلهجة التهديد:
" ان لم تخبرني الحقيقة قتلتك" ..فطأطأ أحمد رأسه قبل ان يقول و ببرودة اعصاب:
"وفاء
.........ت.....وفاء تزوجت يا عمر !! " انهار هذا الأخير و سقط ارضا قبل
ان يحمله أحمد على الكرسي الذي كان بجواره..و حاول ان يخفف عليه من هول
فالصدمة بدأ يذكر في مساوئ الفتاة و عيوبها..و عمر يحرك شفتيه في حركة
تشبه الابتسامة الساخرة و يقاطعه :
" أحمد لا تبرر..لقد انتهى كل
شيء..انا من اضعتها من يداي هاتين..هذا ما جنوته من الغراميات
الفارغة..ذهبت وفاء الى الأبد هاته المرة و أخذت معها عمر...انتهيت يا
أحمد انتهيت....." أحسَّ أحمد أن صديقه في حالٍ يرثى لها فعانقه بشدة و
أخذ يواسيه كأن قريبا له توفي.....
انتهت قصة عمر الذي أضاع حبيبته من
بين يديه بسبب نزوة عابرة....فكم من عُمرٍ يعبث الآن و كم من وفاء تنتظر
مصير الأولى..من له أحد يحبه فليسعده أكثر مما يستطيع و الا وجد نفسه
عُمراً.